من نحن

مختبر الإعلام الإنساني، هو مبادرة إعلامية تؤسس لنموذج إعلام إنساني جديد متخصص في معالجة قضايا حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، من منظور قانوني بقوالب إنسانية عميقة ومبتكرة، ويتبنى معايير الجودة الدولية أساساً في المعالجة الإعلامية، ويضمن تشكيل تحالف مؤسساتي نشط يدعم التفاعل مع أنشطته.

لماذا مختبر الإعلام؟

  • في خضم الصراع القائم في الأراضي الفلسطينية، علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا: هل مهمة الإعلام الإنساني لا تزال ممكنة؟
  • في الحقيقة، كثيرا ما عبر نقاد وباحثون عن استياءهم من النمط السائد في التغطية الخبرية التي تتناول قضايا الحروب والكوارث وحالات الطوارئ الإنسانية الأخرى. بما في ذلك الحرب على قطاع غزة والاعتداءات التي يتعرض لها سكان الضفة الغربية أيضاً. المتفحص للواقع يرى أن التغطية الخبرية تتعامل مع هؤلاء الضحايا باعتبارهم مجرد أرقام، وكلما زاد عدد الضحايا وتقديرات الخسائر كلما ازدادت قيمة الخبر واحتل أولوية في تصدر العناوين. في الحقيقة هذا التعامل بهذه النمطية في التغطية يعمي الأبصار عن حقيقة أن هناك معاناة إنسانية تتجاوز صخب إحصاء الأرقام.
  • من هنا، نرى أن مهمة الإعلام الإنساني لا تزال ممكنة، عبر وضع الأفراد في قلب التغطية، وهذا ما شكل لدينا دافعاً لإنشاء مختبر الإعلام الإنساني الذي يعدُ مساحةً لمعالجة قضايا حقوق الإنسان بقالب إنساني يراعي قواعد المهنية كافة، مع مراعاة إعطاء الفرصة للأفراد المتضررين من الحروب والعنف والكوارث كي يسردوا قصصهم ويتحدثوا عن تجاربهم ويعبروا عن آلامهم وآمالهم وأحلامهم بأصواتهم.
  • نحن نؤمن أن التغطية الخبرية للحرب على غزة مثلاً رغم زخامتها، لكنها لم تستطع أن تطفي الطابع الإنساني على المحتوى المقدم سواء عبر السرد القصصي الجاذب أو منح الضحايا مساحة للكلام أو الكتابة أو التعبير بالصوت، أو بالشكل البياني أو بغيرها من قوالب وأشكال عرض المحتوى.
  • نحن نتبنى بناء علاقة تفاعلية قوية وراسخة مع الجمهور تتعدى لغة الأرقام إلى التواصل الإنساني بين سارد القصة ومشاهدها أو قارئها، لأننا نؤمن أن الصحافة الأكثر قدرة على التأثير هي تلك التي تنتج محتوى سرد قصصي جاذب وتقدم نماذج بشرية ملهمة.
  • ما تقدم آنفاً لا يعتبر بأي شكل من الأشكال انتقاصاً مما قدمته بعض غرف الأخبار وإنتاج المحتوى. في الفضاء الإعلامي الواسع، هناك إعلاميون وصحفيون ومنتجو محتوى أعطوا مساحة للأفراد ليكونوا في قلب التغطية، حيث رصدوا أحوالهم، واصغوا إلى رواياتهم، ووثقوا معاناتهم، ولكن ذلك لم يكن يشكل نهجاً ونمطاً أساسياً في المعالجة. لذا فنحن عبر مختبر الإعلام نقدم نهجاً جديداً متخصصاً يقوم على أنسنة الإعلام، بوصفه رسالة سامية يجب أن تقدم الإنسان كقيمة وليس كرقم، مع الإحاطة الكاملة بكافة القواعد المهنية والأخلاقية التي وردت في القوانين والمواثيق ومدونات السلوك. إذ أننا نتبنى سياسة تحريرية تشكل في جوهرها سياجًا أخلاقياً متيناً، يحفظ للأشخاص كرامتهم واحترامهم ولا يشكل انتهاكاً لأي من حقوقهم، انطلاقاً من فهمنا وإلمامنا الواسع بالدور المهم للإعلام في عالم يستعر بالنزاعات والأزمات، والذي لا بد أن يوازن بين تقديم الخبر وبين أخلاقيات التغطية الإعلامية المهنية بعيداً عن أشكال الانحياز كافة.